قِيلَ؛ لِأَنَّ الْأَذَانَ إِنَّمَا وُضِعَ لِمَوْضِعِ الصَّلَاةِ وَ إِنَّمَا هُوَ النِداءُ إِلَى الصَّلَاةِ فَجُعِلَ النِّدَاءُ إِلَى الصَّلَاةِ فِي وَسَطِ الْأَذَانِ ، فَقَدَّمَ قَبْلَهَا أَرْبَعاً التَّكْبِيرَتَيْنِ وَالشَّهَادَتَيْنِ وَأَخَّرَ بَعْدَهَا أَرْبَعاً يَدْعُو إِلَى الْفَلَاحِ حَثّاً عَلَى الْبِرِّ وَالصَّلَاةِ ثُمَّ دَعَا إِلَى خَيْرِ الْعَمَلِ مُرَغِّباً فِيهَا وَفِي عَمَلِهَا وَفِي أَدَائِهَا ثُمَّ نَادَى بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ لِيُتِمَّ بَعْدَهَا أَرْبَعاً كَمَا أَتَمَّ قَبْلَهَا أَرْبَعاً وَلِيَخْتِمَ كَلَامَهُ بِذِكْرِ اللَّهِ كَمَا فَتَحَهُ بِذِكْرِ اللهِ.
فَإِنْ قَالَ (قَائِلٌ) : فَلِمَ جُعِلَ آخِرُهَا التَّهْلِيلَ وَ لَمْ يُجْعَلْ آخِرُهَا التَّكْبِيرَ كَمَا جُعِلَ فِي أَوَّلِهَا التَّكْبِيرُ؟
قِيلَ؛ لِأَنَّ التَّهْلِيلَ اسْمُ اللَّهِ فِي آخِرِه ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يَخْتِمَ بِاسْمِهِ كَمَا فَتَحَهُ بِاسْمِهِ.
فَإِنْ قَالَ (قَائِلٌ) : فَلِمَ لَمْ يُجْعَلْ بَدَلَ التَّهْلِيلِ التَّسْبِيحُ وَ التَّحْمِيدُ وَ اسْمُ اللَّهِ فِي آخِرِهمَا؟