آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ؛) ثوابهم ، ثم يزيدهم (مِنْ فَضْلِهِ ؛) أي يثيبهم أكثر من أعمالهم ، (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) (٤٥) ؛ أي لا يكرمهم ولا يثيبهم ولا يرضى عنهم.
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ ؛) أي من علامات توحيده إرساله الرياح للبشارة بالمطر ، (وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ؛) يعني الغيث والخصب ، (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ ؛) أي السفن تجري في البحر بتلك الرّياح ، (بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ؛) أي ولتسلكوا في البحر على السّفن للتجارة وطلب الرزق بهذه الرياح ، (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٤٦) ؛ هذه النّعم فتوحّدونه.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ؛) أي بالدّلالات الواضحات فكذبوا بها ، (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ؛) أي عذبنا الذين كذبوهم ، (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧) ؛ أي كان واجبا علينا إنجاء المؤمنين مع الرّسل من عذاب الأمم ، وفي هذا تبشير للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالظّفر والنصر على من كذب به.
قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً ؛) أي تزعجه من حيث هو ، وذلك أنّ الله يحدث السّحاب عقيب الرياح فترفعه الرياح في الهواء ، (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) أي قطعا بعضها فوق بعض ، (فَتَرَى الْوَدْقَ) يعني المطر ، (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ؛) أي من وسطه إلى قوم دون قوم ، (فَإِذا أَصابَ بِهِ ؛) بذلك المطر ، (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٨) ؛ يفرحون بالمطر ، (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ؛) المطر (مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (٤٩) ؛ أي يائسين من ذلك ، كرّره للتأكيد (١) ، والمبلس هو الآيس القانط.
__________________
(١) أي أعاد قوله : (مِنْ قَبْلِهِ) تأكيدا. وفي معالم التنزيل : ص ١٠٠٩ ؛ قال البغوي : (وقيل : الأولى ترجع إلى إنزال المطر ، والثانية إلى إنشاء السحاب).