(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (٦١)
عيسى؟ قالوا لأنّه لا أب له. قال : فآدم أولى لأنّه لا أبوين له. قالوا : كان يحيي الموتى. قال : فحزقيل أولى لأنّ عيسى عليهالسلام (١) أحيا أربعة نفر وحزقيل ثمانية آلاف. فقالوا كان يبرئ الأكمه والأبرص قال : فجرجيس أولى لأنّه طبخ وأحرق ثم قام سالما (ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ) أي أنشأه بشرا (فَيَكُونُ) أي فكان ، وهو حكاية حال ماضية وثمّ لترتيب الخبر على الخبر لا لترتيب المخبر عنه.
٦٠ ـ (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق (فَلا تَكُنْ) أيها السامع (مِنَ الْمُمْتَرِينَ) الشاكين ، ويحتمل أن يكون الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم (٢) ، ويكون من باب التهييج لزيادة الثبات لأنّه عليهالسلام معصوم عن (٣) الامتراء.
٦١ ـ (فَمَنْ حَاجَّكَ) من النصارى (فِيهِ) في عيسى (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) من البينات الموجبة للعلم ، وما بمعنى الذي (فَقُلْ تَعالَوْا) هلموا ، والمراد المجيء بالعزم والرأي ، كما تقول تعال نفكر في هذه المسألة (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) أي يدع كلّ مني (٤) ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) ثم نتباهل بأن نقول بهلة الله على الكاذب منّا ومنكم ، والبهلة ـ بالفتح والضم ـ اللعنة ، وبهله الله لعنه وأبعده من رحمته ، وأصل الابتهال هذا ، ثم يستعمل في كلّ دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا. روي أنه عليهالسلام (٥) لمّا دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى ننظر ، فقال العاقب وكان ذا رأيهم : والله لقد عرفتم يا معشر النّصارى أنّ محمدا نبيّ مرسل وما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت (٦) صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكنّ فإن أبيتم إلّا إلف دينكم فوادعوا (٧) الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد غدا محتضنا الحسين (٨) آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا
__________________
(١) ليست في (ظ) و(ز).
(٢) في (أ) عليهالسلام.
(٣) في (ز) من.
(٤) في (ز) منّا.
(٥) ليست في (أ) و(ظ).
(٦) نبت : أي بلغ واحتلم.
(٧) في (ز) فودعوا.
(٨) في (ز) للحسين.