(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٦)
عليه إذا أدركتم ذكاته ، أو إلى ما علّمتم من الجوارح ، أي سمّوا عليه عند إرساله (وَاتَّقُوا اللهَ) واحذروا مخالفة أمره في هذا كله (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) إنه محاسبكم على أفعالكم ولا يلحقه فيه لبث.
٥ ـ (الْيَوْمَ) الآن (أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) كرره تأكيدا للمنّة (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ) أي ذبائحهم ، لأن سائر الأطعمة لا يختص حلّها بالملة (وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ) فلا (١) عليكم أن تطعموهم لأنه لو كان حراما عليهم طعام المؤمنين لما ساغ لهم إطعامهم (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ) هن الحرائر ، أو العفائف ، وليس هذا بشرط لصحة النكاح بل هو للاستحباب ، لأنه يصح نكاح الإماء من المسلمات ونكاح غير العفائف. وتخصيصهنّ بعث على تخير المؤمنين لنطفهم ، وهو معطوف على الطيبات ، أو مبتدأ والخبر محذوف ، أي والمحصنات من المؤمنات حلّ لكم (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) هن الحرائر الكتابيات ، أو العفائف الكتابيات (إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) أعطيتموهنّ مهورهنّ (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) متزوجين غير زانين (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) صدائق ، والخدن يقع على الذكر والأنثى (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ) بشرائع الإسلام وما أحلّ الله وحرّم (فَقَدْ حَبِطَ) بطل (عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ).
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة ، كقوله (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) (٢) أي إذا أردت أن تقرأ القرآن ،
__________________
(١) زاد في (ز) جناح.
(٢) النحل ، ١٦ / ٩٨.