(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٢٨)
أو نقليّ وهو الوحي وهو أيضا يأباه ، فإنكم لا تجدون كتابا من الكتب السماوية إلا وفيه توحيده وتنزيهه عن الأنداد (هذا) أي (١) القرآن (ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) يعني أمته (وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) يعني أمم الأنبياء من قبلي ، وهو وارد في توحيد الله ونفي الشركاء عنه. معي حفص ، فلما لم يمتنعوا عن كفرهم أضرب عنهم فقال (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَ) أي القرآن وهو نصب بيعلمون ، وقرئ الحقّ أي هو الحقّ (فَهُمْ) لأجل ذلك (مُعْرِضُونَ) عن النظر فيما يجب عليهم.
٢٥ ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ) إلا نوحي (٢) كوفي غير أبي بكر وحماد (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) وحدوني ، فهذه الآية مقرّرة لما سبقها من آي التوحيد.
٢٦ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ) نزلت في خزاعة حيث قالوا : الملائكة بنات الله فنزّه ذاته عن ذلك ثم أخبر عنهم بأنهم عباد بقوله (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) أي بل هم عباد مكرّمون مشرّفون مقرّبون وليسوا بأولاد إذ العبودية تنافي الولادة.
٢٧ ـ (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ) أي بقولهم فأنيب (٣) اللام مناب الإضافة ، والمعنى أنهم يتّبعون قوله فلا يسبق قولهم قوله ولا يتقدمون قوله بقولهم (وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) أي كما أنّ قولهم تابع لقوله فعملهم أيضا مبني على أمره لا يعملون عملا لم يؤمروا به.
٢٨ ـ (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) أي ما قدموا وأخروا من أعمالهم (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) أي لمن رضي الله عنه أو قال لا إله إلا الله (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) خائفون.
__________________
(١) ليست في (ز).
(٢) في مصحف النسفي إلا يوحى بالياء وفتح الحاء.
(٣) في (ظ) و (ز) فأنيبت.