(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (٧٣) وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) (٧٦)
الفعل السابق ، أي وهبنا له هبة ، وقيل هي ولد الولد ، وقد سأل ولدا فأعطيه وأعطي يعقوب نافلة أي زيادة وفضلا من غير سؤال ، وهي حال من يعقوب (وَكُلًّا) أي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، وهو المفعول الأول لقوله (جَعَلْنا) والثاني (صالِحِينَ) في الدين والنبوّة.
٧٣ ـ (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً) يقتدى بهم في الدين (يَهْدُونَ) الناس (بِأَمْرِنا) بوحينا (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ) وهي جميع الأعمال الصالحة ، وأصله أن تفعل الخيرات ، ثم فعلا الخيرات (١) ، وكذلك قوله : (وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) والأصل وإقامة الصلاة إلّا أنّ المضاف إليه جعل بدلا من الهاء (وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) لا للإصنام ، فأنتم يا معشر العرب أولاد إبراهيم فاتبعوه في ذلك.
٧٤ ـ (وَلُوطاً) انتصب بفعل يفسّره (آتَيْناهُ حُكْماً) حكمة وهي ما يجب فعله ، أو فصلا بين الخصوم (٢) ، أو نبوة (وَعِلْماً) فقها (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ) من أهلها وهي سدوم (٣) (الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ) اللواط (٤) والضّراط وحذف المارة (٥) بالحصى وغيرها (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ) خارجين عن طاعة الله.
٧٥ ـ (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا) في أهل رحمتنا أو في الجنة (إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) أي جزاء له على صلاحه ، كما أهلكنا قومه عقابا على فسادهم.
٧٦ ـ (وَنُوحاً) أي واذكر نوحا (إِذْ نادى) أي دعا على قومه بالهلاك (مِنْ
__________________
(١) في (ظ) ثم فعل الخيرات ، وفي (ز) زاد ثم فعل الخيرات.
(٢) في (ظ) أو فضلا لكن الخصوم ، وفي (ز) زاد بعد فعله من العمل.
(٣) سدوم : من مدائن قوم لوط ، وذكر الميداني في كتاب الأمثال أن سدوم هي سرمين بلدة من أعمال حلب معروفة عامرة عندهم (معجم البلدان ٣ / ٢٢٦).
(٤) في (ظ) و (ز) اللواطة.
(٥) حذف المارة : رميهم.