(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩) وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠)
عنهما : نزلت فينا وفي بني أمية ، فستكون (١) لنا عليهم الدولة ، فتذلّ لنا أعناقهم بعد صعوبة ويلحقهم هوان بعد عزتهم (٢).
٥ ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) أي وما يجدّد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيرا إلا جدّدوا إعراضا عنه وكفرا به (٣).
٦ ـ (فَقَدْ كَذَّبُوا) محمدا صلىاللهعليهوسلم فيما أتاهم به (فَسَيَأْتِيهِمْ) فسيعلمون (أَنْبؤُا) أخبار (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وهذا وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون إذا مسّهم عذاب الله يوم بدر ، ويوم القيامة ما الشيء الذي كانوا يستهزئون به ، وهو القرآن ، وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت خافية عليهم.
٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا) كم نصب بأنبتنا (فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) صنف من النبات (كَرِيمٍ) محمود كثير المنفعة يأكل منه الناس والأنعام كالرجل الكريم الذي نفعه عام ، وفائدة الجمع بين كلمتي الكثرة والإحاطة أنّ كلمة كلّ تدلّ على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل ، وكم تدلّ على أنّ المحيط (٤) متكاثر مفرط الكثرة ، وبه نبّه على كمال قدرته.
٨ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) أي إنّ في إنبات تلك الأصناف لآية على أنّ منبتها قادر على إحياء الموتى ، وقد علم الله أنّ أكثرهم مطبوع على قلوبهم غير مرجي إيمانهم.
٩ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) في انتقامه من الكفرة (الرَّحِيمُ) لمن آمن منهم ، ووحّد آية مع الإخبار بكثرتها لأنّ ذلك مشار به إلى مصدر أنبتنا ، أو المراد إنّ في كلّ واحد من تلك الأزواج لآية أي آية.
١٠ ـ (وَإِذْ) مفعول به ، أي اذكر إذ (نادى) دعا (رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ) إن
__________________
(١) في (ز) فتكون.
(٢) في (ظ) و (ز) عزة.
(٣) في (أ) عنه.
(٤) في (ظ) و (ز) أن هذا المحيط.