(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)
الأخرى ما بين عيسى ومحمد عليهماالسلام ، أو الجاهلية الأولى جاهلية الكفر قبل الإسلام ، والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام (وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) خصّ الصلاة والزكاة بالأمر ثم عمّ الأمر (١) بجميع الطاعات تفضيلا لهما ، لأنّ من واظب عليهما جرّتاه إلى ما وراءهما (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) نصب على النداء ، أو على المدح ، وفيه دليل على أنّ نساءه من أهل بيته. وقال : عنكم ، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) من نجاسة الآثام ، ثم بين أنه إنما نهاهنّ وأمرهنّ ووعظهنّ لئلا يقارف أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم المآثم ، وليتصونوا عنها بالتقوى ، واستعار للذنوب الرّجس وللتقوى الطّهر لأنّ عرض المقترف للمقبّحات يتلوث بها كما يتلوث بدنه بالأرجاس ، وأما المحسنات فالعرض منها نقي كالثوب الطاهر ، وفيه تنفير لأولي الألباب عن المناهي وترغيب لهم في الأوامر.
٣٤ ـ (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) القرآن (وَالْحِكْمَةِ) أي السنة ، أو بيان معاني القرآن (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) عالما بغوامض الأشياء (خَبِيراً) عالما بحقائقها ، أي هو عالم بأفعالكنّ وأقوالكنّ فاحذرن مخالفة أمره ونهيه ومعصية رسوله.
ولما نزل في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ما نزل قال نساء المسلمين : فما نزل فينا شيء ، فنزلت :
٣٥ ـ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) المسلم الداخل في السّلم بعد الحرب المنقاد الذي لا يعاند ، أو المفوّض أمره إلى الله المتوكل عليه ، من أسلم وجهه إلى الله (وَالْمُؤْمِنِينَ) المصدّقين بالله ورسوله وبما يجب أن يصدّق به (وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ)
__________________
(١) ليس في (ظ) و (ز) الأمر.