وقد تأثر بعض الصحابة والتابعين بهذه المعلومات التي وردت في التوراة ؛ لأنّهم أخذوها عن أهل الكتاب ، وتناقلوها بينهم ، وقد يكون بعض هذه المعلومات التي لا تخالف القرآن والتفاصيل صحيحا ، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها.
وبذلك يمكن أن نفهم سمو الهدف القرآني ، وارتباط نصّه بالوحي الإلهي ، ومصداقية قوله تعالى في آخر قصّة نوح من سورة هود ، وهو أكثر مواردها تفصيلا (تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)(١).
٤ ـ ورد في الروايات العديدة التي روى أكثرها العياشي في تفسيره عن أهل البيت عليهمالسلام أنّ حياة نوح والطوفان والتنور كان في الكوفة ومسجدها الأعظم. وأنّ الجودي الذي استقرت عليه السفينة هو : جبل قرب الكوفة ، ولعله الغري. وأنّ الجبل الذي آوى إليه ابن نوح هو : جبل (النجف) الذي كان جبلا عظيما ، ثم تقطع بأمر الله قطعا قطعا حتى امتد إلى بلاد الشام ، وصار بعضه رملا ، وهو المعروف الآن (بالطارات) (٢) ، وهذا التفسير التاريخي للحادثة ممّا اختص به تراث أهل البيت عليهمالسلام دون غيرهم. ولعلّ الابحاث التاريخية والآثارية تكشف هذه الحقيقة في المستقبل.
__________________
(١) هود : ٤٩.
(٢) راجع البحار ١١ : ٣٢١ و ٣٣١ ـ ٣٣٩ عن العلل ، وتفسير العياشي وغيرهما.