(ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(١).
(قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٢).
والحنيف المسلم هو : الذي أخلص وأسلم لأمر الله تعالى ، فلم يلتو في شيء من دينه ، أو هو المائل عن الضلالة إلى الاستقامة (٣).
وقد جاء التأكيد في أغلب هذه الآيات بأنّه لم يكن من المشركين ؛ لأنّ بعض العرب المشركين كانوا يدّعون أنّهم على دين إبراهيم. كما أنّه في الوقت نفسه تأكيد للاستقامة في الدين.
ب ـ شاكرا لانعم الله ـ تعالى ـ عليه ؛ إذ هداه إلى الدين الحنيف ، وتفضل عليه بالنبوّة والرسالة والإمامة ، وأنجاه من النار ، وأنقذه من الطغاة ، وآتاه في الدنيا حسنة ، ورزقه الذرية الصالحة المصطفاة ، وجعل ذكره من الخالدين ...
وكان في كلّ هذه المواقع يتصف بالشكر لهذه النعم ، وصفة الشكر للمنعم تمثل التعبير الأصيل لعلاقة العبودية بين الانسان والله تعالى.
ج ـ قانتا ومطيعا لله ـ تعالى ـ بخضوع وخشوع وتسليم ، فهي صفة من صفات اقتران الطاعة لله بالعبادة والخضوع والخشوع له.
د ـ خليلا لله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٤).
__________________
(١) آل عمران : ٦٧.
(٢) الانعام : ١٦١.
(٣) معجم ألفاظ القرآن ١ : ٣٠٤ ، ومفردات الراغب : ١٣٣.
(٤) النساء : ١٢٥.