البشارة بولادة إسحاق من زوجه العقيم (سارة). حيث جاءت رسل الله وملائكته إبراهيم على شكل ضيوف مكرمين ، فقدّم لهم إبراهيم الطعام على شكل عجل سمين ، فلم يمدّوا أيديهم له ، فاستغرب ذلك منهم ، وأوجس خيفة ، فذكروا أنّهم قد ارسلوا إلى قوم لوط ، لينزلوا فيهم عذاب الله ، وكانت امرأة إبراهيم حاضرة في هذه المحادثة ، فتوجهوا إليها ، وبشّروها بالولد إسحاق ، وأنّه يولد له ذرية صالحة ، وهو يعقوب ، فتعجبت من ذلك ؛ لأنّها عقيم قد بلغت سن اليأس ، وأصبحت عجوزا ، فقالت أألد وأنا عجوز ، وهذا بعلي إبراهيم شيخا إن هذا لشيء عجيب ... قالوا لها : أتعجبين من أمر الله ـ تعالى ـ في شأنكم ، فإنّ رحمته وبركاته عليكم أهل البيت إنّ الله حميد مجيد.
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ* فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ* وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ* قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ* فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ* إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ* يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)(١).
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ* فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ* فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا
__________________
(١) هود : ٦٩ ـ ٧٦.