المعنى لا يكون كلّ نبي إماما (١).
وقد ورد في حديث عن أهل البيت أنّ هذه الكلمات كانت هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه ، فتاب عليه بها ، وهي : «يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ» (٢).
ولكن الصدوق ذكر وجها آخر في الكلمات ، وهي : الامور التي ابتلى الله بها عبده إبراهيم طيلة حياته ؛ ليكون أهلا ومستحقا للإمامة ، والتي أشار إليها القرآن الكريم بشأنه ، مثل : اليقين ، والمعرفة ، والشجاعة ، والعلم ، والسخاء ، والعزلة عن المجتمع ـ بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ والحكم ، والانتماء إلى الصالحين والصبر ، إلى غير ذلك من الصفات التي أشرنا إلى بعضها في شخصية إبراهيم. وإنّ الإمامة لا تصلح لمن عبد صنما أو وثنا أو أشرك بالله طرفة ، وأن أسلم بعد ذلك.
والظلم في قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وضع الشيء في غير موضعه ، وأعظم الظلم : الشرك ، قال الله عزوجل : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.)
وكذلك لا يصلح للإمامة من ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا ، وإن تاب بعد ذلك ، وكذلك لا يقيم الحدّ من في جنبه حدّ.
فإذن لا يكون الإمام إلّا معصوما ، ولا تعلم عصمته إلّا بنص الله عليه على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما
__________________
(١) البحار ١٢ : ٥٨.
(٢) البحار ١٢ : ٦٦ ، عن الخصال للصدوق ، والحديث ضعيف (يراجع).