فلا يبلغ النهاية.
ومن هنا نجد القرآن الكريم يحاول أن يعالج من خلال القصّة الواقع الذي كان يعيشه المسلمون في زمن النبي ، فيذكر ما يتطابق من الأحداث مع هذا الواقع من ناحية ، كما يعالج الواقع الذي تعيشه الأجيال والعصور الإنسانية المستقبلية من ناحية اخرى.
وهذا هو الذي يفسّر لنا ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام من قولهم : «إنّ القرآن يجري مجرى الشمس والقمر» و «إنّه حي لا يموت» ، فإنّ انطباق هذا الكلام على القصص والأحداث ذات العلاقة بالأنبياء وأقوالهم أو بالتاريخ الماضي إنّما هو بلحاظ هذا البعد والصفة في القصّة القرآنية.
ولعل قوله تعالى في الآية السابقة من سورة يوسف : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ...) إشارة إلى هذه الصفة في القصص القرآني.
ب ـ الصدق في ذكر الأحداث والوقائع التاريخية التي تعرّض لها الأنبياء وأقوامهم في حياتهم ، وذلك في مقابل (الأكاذيب) الباطلة و (الانحرافات) في الفهم والسلوك ، أو (الخرافات) التي اقترنت بقصص الأنبياء في كتب العهدين المعروفين بسبب ما تعرضا له من ضياع وتحريف للحقائق عن قصد أو بدون قصد أو اشتباه أو جهل.
فما ورد في القرآن من أخبار وحوادث هي امور وحقائق ثابتة ليس فيها كذب أو خطأ أو اشتباه ، كما حصل في كتب العهدين ؛ لأنّ القرآن وحيّ إلهيّ ، والله لا يعزب عن علمه ذرة في السماء والأرض ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والحاضر والماضي والمستقبل عنده سواء. ويؤكد هذه الحقيقة ما ورد في الآية السابقة من قوله تعالى : (... ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى ....)