ولا ريب أنّ آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم كان مسلحا بهما معا.
فهذا يراعه الذي يسيل حكمة وعلما ، وهذه السيوف المصلتة التي كانت تنتظر إشارته والتي طالما قاتلت الكفر وتحدّت الظلم والظالمين.
وقد جاء في الحديث النبويّ الشريف عن سيّدنا محمد صلىاللهعليهوآله قوله : «ثلاث تخرق الحجب وتنتهي الى ما بين يدي الله : صرير أقلام العلماء ووطء أقدام المجاهدين ...».
ومن المؤكد أن صرير قلم العالم الشهيد ووقع خطى المجاهد السعيد كان يملأ الخافقين وهو يتّجه في مسيرته الجهادية الى أن تفتحت له أبواب الشهادة وحظى بلقاء ربّه ربّ العالمين.
وبعد ربع قرن من حياة المنفى والمهجر والبعد عن الوطن عاد السيد الشهيد الى أرض الوطن بعد أن هوى النظام البعثي العفلقي ؛ عاد السيد الشهيد ليستقر في جوار مراقد أجداده الطاهرين .. عاد ليعيش بين ظهراني شعب العراق المسلم المعذب المقهور ، عاد من أجل أن يسهم في بناء ما دمّره الكافرون والظالمون.
ومن فوق منبر الجمعة راح الشهيد السعيد يلقي خطابه الوعظي والارشادي من أجل نشر الوعي في صفوف المؤمنين وكانت محبوبيته بين شعب العراق تزداد يوما بعد آخر ..
ولكن .. يا للحسرة والأسف انطفأ هذا المصباح المتوهج لأن الأبوام التي اعتادت الحياة في الظلام لم تعد تتحمّل هذا الضياء الساطع ؛ فامتدت يد الغدر لتعتدي على حياة هذا المجاهد بعد أن أدّى صلاة الجمعة في جوار المرقد الطاهر للإمام علي عليهالسلام.
وعانق السيد الحكيم الشهادة فائزا بلقاء الله ويا لها من مسيرة حافلة بالجهاد والعطاء تتكلّل بهذه النهاية السعيدة والفوز العظيم.
ولقد خاب سعي الضالّين والمنافقين إذ أرادوا اطفاء هذا النور ، إلّا أنّ السيد الحكيم لم يمت لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وإذا غاب شخصه عنّا فإنّ شخصيته ما تزال