النعمة في مواقف شتى ، ويكون إبرازها هو الغرض الأوّل منها ، وما سواه يأتي في هذا الموضوع عرضا.
ومن مصاديق ذلك : ما أشرنا إليه سابقا ممّا ورد في سورة الأنبياء.
ومثال آخر على ذلك : ما ورد في القرآن الكريم من استعراض قصص الأنبياء وفي سورة مريم ، حيث يختم الاستعراض بقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا)(١).
و ـ بيان غواية الشيطان للإنسان ، وعداوته الأبدية له ، وتربصه به الدوائر والفرص ، وتنبه بني آدم لهذا الموقف المعين منه ، ولا شك أنّ إبراز هذه المعاني والعلاقات بواسطة القصّة يكون أوضح وأدعى للحذر والالتفات ؛ لذا نجد قصّة آدم تتكرر بأساليب مختلفة تأكيدا لهذا الغرض ، بل يكاد أن يكون هذا الغرض هو الهدف الرئيس لقصّة آدم كلها.
ز ـ بيان الغايات والأهداف من إرسال الرسل والأنبياء وأنّ ذلك إنّما هو من أجل إبلاغ رسالات الله ، وهداية الناس ، وإرشادهم وتزكيتهم ، وحل الاختلافات ، والحكم بالعدل بينهم ، ومحاربة الفساد في الارض ، وفوق ذلك كلّه هو إقامة الحجة على الناس ، ولذا جاء استعراض قصص الأنبياء بشكل واسع لبيان هذه الحقائق.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الهدف من القصّة في عدة مواضع :
(كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ
__________________
(١) مريم : ٥٨.