مقدمة المكتب
إنّ النظام التعليمي هو الذي يحدّد نموّ المجتمعات أو تخلّفها ، وبالامكان التنبّؤ لمستقبل الشعوب من خلال هذه النافذة ، وهل يبدو مستقبلا مشرقا أو مشوبا بالذلّ والهوان؟
وعلى هذا الأساس يرى المصلحون الكبار أنّ إصلاح النظام التعليمي يقع في مقدمة الأمور ، ويرجون من إحداث التغيير في هيكل النظام التعليمي وفاعليته حصول التغيرات الجذريّة.
ومن خلال هذه الرؤية لا يبدو إصلاح النظام الحوزوي أمرا بعيد المنال ، إلّا أنّه من دون إحداث تغيير في المناهج الحوزوية ستبوء كلّ الدعوات الإصلاحية بالفشل الذريع ، وستموت وهي في مهدها.
إنّ للمناهج الدراسية موقعها الخاصّ والتميّز بين المواد التعليمية ، فهي حلقة الوصل بين التراث القديم والجديد ، ولذا فمن ناحية نرى حتميّة نقل التجارب والعلوم السابقة الى الأجيال اللاحقة ، ومن جهة اخرى لا بدّ من إعداد الجيل الجديد في ظل المناهج التربوية المعاصرة.
ولكن مع الأسف نجد أنّ المناهج الدراسية السائدة في الحوزة على ما تتمتع به من قوّة تعالي في الوقت نفسه من نقاط ضعف أساسية ، من قبيل : التعقيدات غير الضروريّة ، تضييع عمر الطالب فيما لا طائل فيه ، انعدام المنهجيّة في ترتيب الموضوعات وطرح المطالب ... الى غير ذلك من نقاط الضعف.
إنّ هذه المشاكل التي تكرّرت مرارا على لسان المخلصين للحوزة ، والتي تجلّت بشكل أعمق في النداء الذي صرّح به قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد الخامنئي ـ مدّ ظلّه الوارف ـ أدّى ببعض المؤسسات إلى التفكير الجدّي في احداث تجديد بالمناهج الدراسية السائدة في الحوزة.
والمركز العالمي للدراسات الإسلامية ـ الذي يتولّى إعداد المئات من الطلاب الذين جاءوا من مختلف بقاع العالم بغية التعلّم وتبليغ الدين ـ بحاجة دائمة الى مناهج دراسيّة تنفعه في عرض موادّه التعليمية التي لا يمكن تلبيتها من خلال الكتب الحوزوية السائدة ، ولك لما يلي :