والسرور ، فسكت ما شاء الله أن يسكت ، فيقول : يا رب أدخلني الجنة فيقول الله تعالى : ويلك (١) يا ابن آدم ما أغدرك (٢) ، أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه [فإذا ضحك أذن له في دخول الجنة](٣) فيقول : تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته ، قال الله تعالى : تمن كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني ، قال الله تعالى لك ذلك (وَمِثْلَهُ مَعَهُ) قال أبو سعيد لأبي هريرة إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قال [الله تعالى لك](٤) ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة : لم أحفظ من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا قوله لك ذلك : (وَمِثْلَهُ مَعَهُ) ، قال أبو سعيد إني سمعته يقول «ذلك لك وعشرة أمثاله».
[١٤٠٦] ورواه محمد بن إسماعيل عن محمود بن غيلان أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة بمعناه ، فقال : «فيأتيهم الله عزوجل في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه».
[١٤٠٧] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن حماد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان (٥) عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يعذب أناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا حمما ثم تدركهم الرحمة ، قال : فيخرجون فيطرحون على أبواب الجنة ، قال : فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما تنبت القثاء في حميل السيل ، ثم يدخلون الجنة».
[١٤٠٨] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني (٦) أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب أنا أبو عيسى الترمذي أنا هناد بن السّريّ أنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني لأعرف آخر أهل النار [خروجا من النار](٧) رجل
__________________
[١٤٠٦] ـ حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ، عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، الزهري هو محمد بن مسلم ، وهو عند البخاري ٦٥٧٣.
من طريق عبد الرزاق ، وإنما أخرجه مسلم ١٨٢ ح ٣٠١ وأحمد ٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ و ٥٣٣ ـ ٥٣٤ وابن أبي عاصم ٤٥٥ و ٤٧٦ وابن مندة ٨٠٥ من طريق عبد الرزاق به.
ـ وأخرجه البخاري ٧٤٣٧ ومسلم ١٨٢ ح ٢٩٩ وابن أبي عاصم ٤٥٣ و ٤٧٥ وأحمد ٢ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ والطيالسي ٢٣٨٢ وابن مندة ٨٠٤ من طرق عن الزهري به.
[١٤٠٧] ـ صحيح ، محمد بن حماد هو الأبيوردي ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
أبو معاوية محمد بن حازم ، الأعمش سليمان بن مهران ، أبو سفيان طلحة بن نافع. وهو في «شرح السنة» ٤٢٥٥ بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي ٢٥٩٧ وأحمد ٣ / ٣٩١ من طريقين عن أبي معاوية به. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم ١٩١ من وجه آخر من حديث جابر بنحوه.
[١٤٠٨] ـ إسناده صحيح ، رجاله رجال البخاري ومسلم سوى هناد ، فإنه من رجال مسلم ، وقد توبع ومن دونه.
ـ أبو معاوية محمد بن خازم ، الأعمش سليمان بن مهران ، إبراهيم هو ابن يزيد النخعي ، عبيدة هو ابن عمرو.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٥٢ بهذا الإسناد. وهو في «سنن الترمذي» ٢٥٩٥ عن هناد بهذا الإسناد.
(١) كذا في المطبوع و «شرح السنة» و «صحيح البخاري» ووقع في المخطوط و ـ ط «ويحك».
(٢) تصحف في المطبوع «أعذرك».
(٣) زيادة عن المطبوع و «صحيح البخاري» في الرواية الثانية.
(٤) سقط من المخطوط.
(٥) تصحف في المخطوط «شقيق».
(٦) تصحف في المخطوط «الجرجاني».
(٧) سقط من المطبوع.