(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً) ، أي متاعا وأموالا. قال مقاتل : لباسا وثيابا ، (وَرِءْياً) ، قرأ أكثر القراء بالهمز أي منظرا من الرؤية ، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر ونافع غير ورش «ريا» مشددا بغير همز ، وله تفسيران أحدهما هو الأول بطرح الهمزة والثاني من الري الذي هو ضد العطش ، ومعناه الارتواء من النعمة ، فإن المتنعم يظهر فيه ارتواء النعمة ، والفقير يظهر عليه (١) ذيول الفقر.
(قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) ، هذا أمر بمعنى الخبر ، معناه يدعه في طغيانه ويمهله في كفره ، (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ) ، وهو الأسر والقتل في الدنيا ، (وَإِمَّا السَّاعَةَ) ، يعني القيامة فيدخلون النار ، (فَسَيَعْلَمُونَ) ، عن ذلك (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) ، منزلا ، (وَأَضْعَفُ جُنْداً) ، أقل ناصرا أهم أم المؤمنون؟ لأنهم في النار والمؤمنون في الجنة. وهذا ردّ عليهم في قوله : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).
(وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) ، أي إيمانا وإيقانا على يقينهم ، (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) ، الأذكار والأعمال الصالحة التي تبقى لصاحبها ، (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا) عاقبة ومرجعا.
قوله : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٧٧).
[١٤١٠] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص أنا أبي أنا الأعمش عن (٢) مسلم عن مسروق حدثنا خباب قال : كنت قينا فعملت للعاص بن وائل فاجتمع مالي عنده فأتيته أتقاضاه ، فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ، فقلت : أما والله حتى تموت ثم تبعث [فلا](٣) ، قال : وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت : نعم ، قال : [و](٤) إنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك ، فأنزل الله عزوجل : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٧٧).
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢)
__________________
[١٤١٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ حفص والد عمر هو ابن غياث ، الأعمش سليمان بن مهران ، مسلم هو ابن صبيح ، مسروق هو ابن الأجدع ، خباب بن الأرت.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٢٢٧٥ من طريق عمر بن حفص بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٤٧٣٢ و ٤٧٣٣ ومسلم ٢٧٩٥ ح ٣٦ والترمذي ٣١٦٢ وأحمد ٥ / ١١٠ وابن حبان ٥٠١٠ من طرق عن سفيان عن الأعمش به.
ـ وأخرجه البخاري ٢٠٩١ و ٢٤٢٥ و ٤٧٣٤ و ٤٧٣٥ ومسلم ٢٧٩٥ والنسائي في «التفسير» ٣٤٢ وأحمد ١ / ١١١ وابن حبان ٤٨٨٥ والواحدي في «أسباب النزول» ٦١٠ و ٦١١ والطبراني ٣٦٥١ و ٣٦٥٢ و ٣٦٥٤ من طرق عن الأعمش به.
(١) في المخطوط «فيه».
(٢) تصحف في المطبوع «بن».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) زيادة عن «صحيح البخاري».