(وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (٩٢) ، أي ما يليق به اتخاذ الولد ولا يوصف به.
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ) ، أي إلا آتيه يوم القيامة ، (عَبْداً) ذليلا خاضعا يعني [أن](١) الخلق كلهم عبيده (٢).
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) أي عد أنفاسهم وأيامهم وآثارهم ، فلا يخفى عليه شيء.
(وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) (٩٥) [أي](٣) وحيدا ليس معه من الدنيا شيء.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦) أي : محبة. قال مجاهد : يحبهم الله ويحببهم إلى عباده المؤمنين.
[١٤١١] أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الدوادي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا أحب الله العبد قال لجبريل : قد أحببت فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله عزوجل قد أحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض [الله](٤) العبد» قال مالك لا أحسبه إلّا قال في البغض مثل ذلك.
قال هرم بن حيان : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عزوجل إلّا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان إليه حتى يرزقه مودتهم.
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) ، أي سهلنا القرآن بلسانك يا محمد ، (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) ، يعني المؤمنين ، (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) شدادا في الخصومة ، جمع الألد. وقال الحسن : صما عن الحق. قال مجاهد : الألد الظالم الذي لا يستقيم. قال أبو عبيدة : الألد الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُ) ، هل ترى ، وقيل : هل تجد ، (مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) ، أي صوتا ، والركز الصوت الخفي قال الحسن : أي بادوا جميعا فلم يبق منهم عين ولا أثر.
__________________
[١٤١١] ـ إسناده صحيح ، رجاله رجال البخاري ومسلم سوى سهيل بن أبي صالح ، من رجال مسلم ، وروى له البخاري مقرونا ، أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر. أبو صالح اسمه ذكوان مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٣٦٤ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الموطأ» ٢ / ٩٥٣ و ٣ / ١٢٨ عن سهيل بن أبي صالح به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٣٧ وابن حبان ٣٦٥ من طريقين عن مالك به.
ـ وأخرجه عبد الرزاق ١٩٦٧٣ ومسلم ٢٦٣٧ والترمذي ٣١٦١ وأحمد ٢ / ٢٦٧ و ٣٤١ والطيالسي ٢٤٣٦ وأبو نعيم في «الحلية» ٧ / ١٤١ و ٣٠٦ من طرق سهيل بن أبي صالح به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٢٠٩ و ٦٠٤٠ و ٧٤٨٥ وأحمد ٢ / ٥١٤ وابن حبان ٣٦٤ وأبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٢٥٨ من طريقين عن أبي هريرة به.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «عبيد».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.