اسْمُهُ) ، وقرأ الباقون (١) بإسكانها.
(فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) ، يقول دارياه وارفقا به ، قال ابن عباس رضي الله عنه : لا تعنفا في قولكما [له](٢) ، وقال السدي وعكرمة : كنياه فقولا يا أبا العباس ، وقيل : يا أبا الوليد ، وقال مقاتل : يعني بالقول اللين : (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى) (١٩) [النازعات : ١٨ ـ ١٩] ، وقيل : أمرهما باللطافة في القول لما له من حق التربية. وقال السدي : القول اللين أن موسى أتاه ووعده على قبول الإيمان شبابا لا يهرم معه وملكا لا ينزع منه إلا بالموت ، ويبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته ، وإذا مات دخل الجنة فأعجبه ذلك وكان لا يقطع أمرا دون هامان ، وكان غائبا فلما قدم أخبره بالذي دعاه إليه موسى ، وقال أردت أن أقبل منه ، فقال له هامان : كنت أرى أن لك عقلا ورأيا أنت رب تريد أن تكون مربوبا وأنت تعبد تريد أن تعبد ، فغلبه على رأيه ، وكان هارون يومئذ بمصر ، فأمر الله موسى أن يأتي هارون وأوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى فتلقاه إلى (٣) مرحلة وأخبره بما أوحى إليه ، (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) ، أي يتعظ ويخاف فيسلم ، فإن قيل : كيف قال (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ) وقد سبق في علمه أنه لا يتذكر ولا يسلم؟ قيل : معناه اذهبا على رجاء منكما وطمع وقضاء الله وراء أمركما. وقال الحسين (٤) بن الفضل : هو ينصرف إلى غير فرعون مجازه لعله يتذكر [متذكر](٥) ويخشى خاش إذا رأى بري وألطافي بمن خلقته وأنعمت عليه ثم ادعى الربوبية. وقال أبو بكر محمد بن عمر الورّاق : لعلّ من الله واجب ، ولقد تذكر فرعون وخشي حين لم تنفعه الذكرى والخشية وذلك حين ألجمه الغرق ، قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، وأنا من المسلمين ، وقرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية : فقالا له قولا لينا ، فبكى يحيى ، وقال : إلهي هذا رفقك (٦) بمن يقول أنا الإله ، فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟! (قالا) ، يعني موسى وهارون ، (رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعجل علينا بالقتل والعقوبة ، يقال : فرط عليه فلان إذا عجل بمكروه ، وفرط منه أمر أي بدر وسبق ، (أَوْ أَنْ يَطْغى) ، أي يجاوز الحد في الإساءة إلينا.
(قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) (٤٦) ، قال ابن عباس : أسمع دعاء كما فأجيبه وأرى ما يراد بكما فأمنعه لست بغافل عنكما فلا تهتما.
(فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) ، أرسلنا إليك ، (فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) ، أي خلّ عنهم وأطلقهم عن (٧) أعمالك ، (وَلا تُعَذِّبْهُمْ) لا تتعبهم في العمل ، وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة ، (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ) ، قال فرعون : وما هي فأخرج يده لها شعاع كشعاع الشمس ، (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) ، ليس المراد منه التحية إنما معناه يسلم من عذاب الله من أسلم.
(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ، أي إنما يعذب الله من كذب بما جئنا به وأعرض عنه.
__________________
(١) في المخطوط «الآخرون».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المخطوط «من».
(٤) في المخطوط «الحسن».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «برك».
(٧) في المطبوع «من».