سئلت بأي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما ، وهي التي جاءت ، فقالت : يا أبت استأجره ، فتزوج أصغرهما وقضى أوفاهما.
وقال وهب : أنكحه الكبرى.
[١٦١٢] روي عن شداد بن أوس مرفوعا : «بكى شعيب النبي صلىاللهعليهوسلم حتى عمي فردّ الله عليه بصره ، ثم بكى حتى عمي فردّ الله عليه بصره ، ثم بكى حتى عمي فردّ الله عليه بصره ، فقال الله : ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ فقال : لا يا رب ، ولكن شوقا إلى لقائك ، فأوحى الله إليه إن يكن ذلك فهنيئا لك لقائي يا شعيب ، لذلك أخدمتك موسى كليمي» ولما تعاقدا هذا العقد بينهما أمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه ، واختلفوا في تلك العصا.
قال عكرمة : خرج بها آدم من الجنة فأخذها جبريل بعد موت آدم فكانت معه حتى لقي بها موسى ليلا فدفعها إليه.
وقال آخرون : كانت من آس الجنة حملها آدم من الجنة فتوارثها الأنبياء وكان لا يأخذها غير نبي إلا أكلته فصارت من آدم إلى نوح ثم إلى إبراهيم حتى وصلت إلى شعيب ، وكانت عصا الأنبياء عنده فأعطاها موسى.
وقال السدي : كانت تلك العصا استودعها إيّاه ملك [في](١) صورة رجل [قال](٢) فأمر ابنته أن تأتيه بعصا فدخلت فأخذت العصا فأتته بها فلما رآها شعيب قال لها : ردي هذه العصا [فإنها وديعة عندي](٣) ، وأتاه بغيرها فألقتها وأرادت أن تأخذ غيرها فلا تقع في يدها إلّا هي ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات فأعطتها موسى فأخرجها موسى معه ، ثم إن الشيخ ندم وقال : كانت وديعة [عندي أعطيها لغيري](٤) ، فذهب في أثره وطلب أن يرد العصا فأبى موسى أن يعطيه. وقال : هي عصاي فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فلقيهما ملك في صورة آدمي فحكم أن تطرح العصا فمن حملها فهي له فطرح موسى العصا فعالجها الشيخ ليأخذها فلم يطقها ، فأخذها موسى بيده فرفعها فتركها له الشيخ ، ثم إن موسى لما أتم الأجل وسلم شعيب ابنته إليه. قال موسى للمرأة : اطلبي من أبيك أن يجعل لنا بعض الغنم فطلب من أبيها [شعيب](٥) فقال شعيب لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شيتها (٦).
__________________
ـ «الصغير» و «الأوسط» وإسناده حسن!!.
ـ كذا قال رحمهالله ، ومداره على عوبد ، وهو متروك كما تقدم.
ـ ولصدره شواهد ، والوهن في عجزه فقط.
ـ وانظر «أحكام القرآن» ١٧١٦ لابن العربي بتخريجي.
[١٦١٢] ـ باطل. أخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ من حديث شداد بن أوس ، وإسناده ساقط ، فيه علي بن الحسن بن بندار ، قال الذهبي في «الميزان» ٣ / ١٢١ : اتهمه ابن طاهر. وفيه إسماعيل بن عياش ، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وشيخه هنا حجازي ، والخبر باطل ، والصواب أنه من الإسرائيليات.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المخطوط «شبهها».