والدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه ، وأراد من قبل الجزية منهم ، (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ، أي أبوا أن يعطوا الجزية ونصبوا الحرب ، فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ، ومجاز الآي إلا الذين ظلموكم لأن جميعهم ظالم بالكفر. وقال سعيد بن جبير هم : أهل الحرب ومن لا عهد له. قال قتادة ومقاتل : صارت منسوخة بقوله : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [التوبة : ٢٩]. (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) ، يريد إذا أخبركم واحد منهم ممن قبل الجزية بشيء مما في كتبهم فلا تجادلوهم عليه و ، لا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ، (وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
[١٦٣٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد (٢) بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أنا عثمان بن عمر أنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونه بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا (٣)».
[١٦٣٣] أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا عبد الصمد بن عبد الرحمن لابزار أنا محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق بن إبراهيم الديري أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أنا ابن أبي نملة الأنصاري أن أباه أبا نملة الأنصاري أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم [إذ](٤) جاءه رجل من اليهود ومرّ بجنازة ، فقال : يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الله أعلم» ، فقال اليهودي : إنها
__________________
[١٦٣٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٥ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٤٨٥ و ٧٣٦٢ و ٧٥٤٢ عن محمد بن بشار بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٤٠٧ عن محمد بن المثنى عن عثمان بن عمر بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
[١٦٣٣] ـ إسناده لين لأجل ابن أبي نملة ، فقد وثقه ابن حبان ، وروى عنه جمع منهم الزهري وعاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة ، وضمرة بن سعيد ، ومروان بن أبي سعيد ، وعلى هذا تزول جهالته حيث روى عنه أكثر من واحد ، وقال عنه الحافظ في «التقريب» : مقبول.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، الزهري محمد بن مسلم ، ابن أبي نملة اسمه نملة.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٤ بهذا الإسناد.
ـ هو في «المصنف» لعبد الرزاق ٢٠٠٥٩ عن معمر به.
ـ وأخرجه أبو داود ٣٦٤٤ وأحمد ٤ / ١٣٦ وابن حبان ٦٢٥٧ والطبراني ٢٢ / (٨٧٤) و (٨٧٥) و (٨٧٨) و (٨٧٩) والبيهقي ٢ / ١٠ والمزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة أبي نملة من طرق عن الزهري به.
ـ وتقدم أن إسناده لين لكن لأكثره شواهد ، وقد حكم الألباني بضعفه في «ضعيف الجامع» ٥٠٥٢ وكأنه ضعفه بسبب لفظ «إنها تتكلم» وإلّا فللحديث شواهد دونها ، في حين قال الشيخ شعيب : إسناده قوي ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نملة ، فقد روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في «الثقات».
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) تصحف في المطبوع «محمد».
(٣) زيد في المطبوع «وما أنزل إليكم».
(٤) زيادة عن المخطوط.