(رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ) ، أي ضعفي عذاب غيرهم. قوله تعالى : (وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) ، قرأ عاصم (كَبِيراً) بالباء قال الكلبي أي عذابا كثيرا ، وقرأ الآخرون بالثاء كقوله تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [البقرة : ١٦١] وهذا يشهد للكثرة أي مرة بعد مرة.
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) ، فطهره الله مما قالوا ، (وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) ، أي كريما ذا جاه ، يقال : وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه ، إذا كان ذا جاه وقدر. قال ابن عباس : كان حظيا عند الله لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه. وقال الحسن : كان مستجاب الدعوة. وقيل : كان محببا مقبولا. واختلفوا فيما أوذي به موسى.
[١٧٥٥] فأخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا
__________________
[١٧٥٥] ـ صح مرفوعا وموقوفا.
ـ إسناده فيه لين ، روح بن عبادة ، وإن روى له البخاري ومسلم ، ووثقه الجمهور ، فقد قال أبو حاتم ؛ لا يحتج به ، وقال النسائي ، ليس بالقوي ، وقال يعقوب بن شيبة ، كان عفان لا يرضى أمر روح.
ـ عوف هو ابن أبي جميلة ، الحسن هو ابن يسار ، محمد بن سيرين ، خلاس بن عمرو.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٣٤٠٤ عن إسحاق بن إبراهيم بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٢٢١ من طريق روح بن عبادة به.
ـ والحسن لم يسمع من أبي هريرة يسرة ، وخلاس أيضا لم يسمع من أبي هريرة ، فيما قال أحمد نقله عنه أبو داود كما في «الفتح» ٦ / ٤٣٧.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٥١٤ ـ ٥١٥ عن روح عن عوف عن الحسن عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وخلاس ومحمد عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
فجعل رواية الحسن مرسلة.
ـ وهكذا أخرجه الطبري ٢٨٦٧٤ من طريق ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن مرسلا.
ـ وأخرجه الطبري ٢٨٦٧٣ والطحاوي في «المشكل» ٦٧ عن روح عن عوف عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة.
ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٤٤٤ و «الكبرى» ١١٤٢٤ من طريق روح عن عوف عن خلاس عن أبي هريرة مرفوعا.
وخلاس لم يسمع من أبي هريرة.
ـ وكرره النسائي ١١٤٢٥ وفي «التفسير» ٤٤٥ من طريق النضر عن عوف بمثله.
ـ وعلى هذا فقد توبع روح ، لكن هذا الإسناد معلول بسبب الإرسال كما تقدم.
ـ وكرره البخاري ٤٧٩٩ من طريق روح عن عوف عن الحسن ، ومحمد ، وخلاس عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...
إن موسى كان رجلا حييّا ، وذلك قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى ...) ، ـ وللحديث طريق آخر :
ـ أخرجه البخاري ٢٧٨ ومسلم ٣٣٩ وص ١٨٤١ وابن حبان ٦٢١١ وأبو عوانة ١ / ٢٨١ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٤٨٣ من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة مرفوعا.
ـ وله علة ، وهي الوقف.
ـ وأخرجه مسلم ص ١٨٤١ من وجه آخر عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة موقوفا عليه.
ـ وراويه عن خالد الحذاء ، يزيد بن زريع ، وهذا إسناد كالشمس.
ـ وأخرجه الطبري ٢٦٨٧٥ عن قتادة قال : حدّث الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... الحديث ، وهذا منقطع.
ـ وورد من حديث أبي هريرة من وجه آخر.
(١) زيادة عن المخطوط.