يدعى صاحب الجنة فاذا هو مثل القمر ليلة البدر. فيقال له : كيف وجدت مقيلك؟ فيقول : رب خير مقيل. فيقال له : عد.
الخليل بن مرة عن ابان بن ابي عياش عن انس بن مالك قال : قال رسول الله : «يخرج بعد ما يستقر اهل الجنة في الجنة في الجنة واهل النار في النار رجل من النار ورجل من الجنة ، فيستنطق الله الرجل الذي يخرج من الجنة فيقول له : كيف وجدت مقيلك؟ فيقول : يا رب خير مقيل وخير مصير صار اليه العبد. فيقول له ربه : ان لك عندي الزيادة والكرامة ، فارجع. ويسأل الذي يخرج من النار : كيف وجدت مقيلك؟ فيقول : يا رب شر مقيل ومصير صار اليه العبد. ثم يقول : يا رب يا رب. فيقول له ربه : ما تعطيني ان اخرجتك؟ فيقول : يا رب اعطيك ما سألتني. فيقول فاني اسألك ملء الأرض ذهبا ، فيقول : يا رب ، لا اقدر عليه ، لو قدرت عليه اعطيتك. فيقول له : كذبت وعزتي ، قد سألتك ما هو اهون من ذلك فلم تعطنيه. سألتك ان تسألني فاعطيك ، وتدعوني فاستجيب لك ، وتستغفرني فاغفر لك».
وحدثني ابان العطار ان ابن عباس قال : من لم / يقل في الجنة يومئذ فليس من اهلها.
قال يحيى وبلغني ان ابن عباس قال : إني لأعلم ايّ ساعة يدخل اهل الجنة الجنة قبل نصف النهار حين يشتهون الغداء.
قوله : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) (٢٥) يجيء الغمام هذا بعد البعث ، تشقق فتراها واهية ، متشققة كقوله : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً)(١) ويكون الغمام سترة بين السماء والأرض.
قال : (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) (٢٥) مع الرحمن. هو مثل قوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ)(٢). ومثل قوله : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٣).
قال يحيى : واخبرني صاحب لي عن ليث بن ابي سليم عن شهر بن حوشب قال : اذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مد الاديم العكاظي ، ثم يحشر الله فيها
__________________
(١) النبأ ، ١٩.
(٢) البقرة ، ٢١٠.
(٣) الفجر ، ٢٢.