تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) (٢٧)
قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) السبب في نزولها : ما روي عن ابن عباس وأنس بن مالك ، قالا : لما فتح رسول الله مكة وعد أمته فارس والروم ، فقال اليهود والمنافقون : هيهات هيهات ، فنزلت هذه الآية (١).
وقال السّدّي : قالت اليهود : لا نطيع رجلا رام نقل النبوة من بني إسرائيل ، فنزلت (٢).
وكسرت اللام من «قل» لالتقاء الساكنين. «اللهم» بمعنى : يا الله ، والضمة التي في الهاء : ضمة المنادى المفرد ، والميم المشددة عوض من «يا» ، فلذلك لا يجتمعان. وقوله : «يا اللهم» شاذ ، وهذا قول الخليل ، وسيبويه (٣).
وقال الفرّاء (٤) : المعنى : يا الله أمّ بخير ، فألقيت الهمزة ، وطرحت حركتها على ما قبلها.
ويلزم على قول الفرّاء جواز دخول «يا» عليها ، وليس بمختار في الكلام.
(مالِكَ الْمُلْكِ) أي : بيده زمامه ، (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) محمدا ، وأمته ،
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣ / ٢٢٢) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦٢٤) ، والثعلبي (٣ / ٤٠) كلهم عن قتادة.
وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص : ١٠٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٦٨) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٧١) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٦٨) عن أبي سليمان الدمشقي.
(٣) انظر : الكتاب لسيبويه (٢ / ١٩٦).
(٤) معاني الفراء (١ / ٢٠٣).