واحدة.
وقرأ الحسن البصري والأعمش : «فواحدة» (١) بالرفع ، على معنى : فواحدة كافية ، (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ، يعني : من السراري غير محصورات بعدد ، إذ لا قسم لهنّ.
(ذلِكَ) إشارة إلى نكاح الأربع ، أو الواحدة عند خوف الجور في الأربع (أَدْنى) أقرب ، (أَلَّا تَعُولُوا) أي : تميلوا فتجوروا ، ومنه : عال الميزان ؛ إذا مال (٢).
قال الفرّاء (٣) : عال الرّجل يعول عولا ؛ إذا مال وجار.
وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، وإبراهيم ، وقتادة ، والربيع ، والسدي ، والزجّاج (٤) ، وابن الأنباري ، وجمهور العلماء (٥).
وقال الشافعي رضي الله عنه : «تعولوا» : تكثر عيالكم (٦).
وردّه الزجاج فقال (٧) : جميع أهل اللغة يقولون : هذا القول خطأ.
يريد الزجاج بذلك أنه إنما يقال : أعال الرّجل يعيل ؛ إذا كثر عياله (٨). وأفسده
__________________
(١) انظر : النشر (٢ / ٢٤٧) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٨٦).
(٢) انظر : اللسان ، مادة : (عول).
(٣) انظر : معاني الفراء (١ / ٢٥٥).
(٤) معاني الزجاج (٢ / ١١).
(٥) انظر : الطبري (٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٦٠) ، والوسيط (٢ / ٩) ، وزاد المسير (٢ / ٩).
(٦) ذكره الماوردي (١ / ٤٥٠) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٢ / ١٠).
(٧) معاني الزجاج (٢ / ١١).
(٨) انظر : اللسان ، مادة : (عول).