(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) [٧٨] ، ومنها «الصيحة» هاهنا ، ومنها «الظلّة» في الشعراء : (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) [١٨٩].
وجاء في التفسير أن الثلاث جمعت لهم ، بدأت بهم الرجفة فأضجروا ، فنالهم حرّ الشمس فرأوا الظلّة فبادروا إليها ، فجاءتهم الصيحة فهمدوا. فلهذا المعنى اختير التأنيث في قصته دون قصة صالح.
وما لم أفسّره هاهنا فهو مفسّر فيما سبق.
قوله تعالى : (كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) يقال : بعد يبعد مثل : عهد يعهد ، وبعد يبعد بضم العين فيهما ، وبها قرأ أبو عبد الرحمن السلمي (١) ، والمعنى واحد.
وقال ابن الأنباري (٢) : العرب تقول : بعد الطريق يبعد ، وبعد الميت يبعد ؛ إذا هلك ، والمصدر فيهما : البعد.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٩٦) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (٩٧) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) (٩٩)
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا) أي : بعلاماتنا الشاهدة بنبوّته (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) حجة ظاهرة ، وهي العصا ، وكانت أظهر حجة وأبهرها ، وأوضح معجزاته وأشهرها.
__________________
(١) البحر المحيط (٥ / ٢٥٧).
(٢) انظر : الوسيط (٢ / ٥٨٧).