فعله ، إذا قلت : يجمع له الناس.
قال الزمخشري (١) : فإن قلت : لأي فائدة [أوثر](٢) اسم المفعول على فعله؟
قلت : لما في اسم المفعول من الدلالة على ثبات معنى الجمع [لليوم](٣) ، وأنه يوم لا بد من أن يكون ميعادا مضروبا يجمع له الناس ، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة. ونظيره قولك لمن تهدّده : إنك لمنهوب مالك ، محروب قومك ، ففيه من تمكن الوصف [وثباته](٤) ما ليس في الفعل ، وإن شئت فوازن بينه وبين قوله : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) [التغابن : ٩] تعثر على صحة ما قلت لك.
والمعنى : مجموع فيه المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، وأهل السماء وأهل الأرض.
(وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) يشهد فيه الخلائق الموقف للفصل والقضاء والجزاء.
قال صاحب الكشاف (٥) : التقدير : مشهود فيه ، فاتّسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول به. [والمراد](٦) بالمشهود : الذي كثر شاهدوه. ومنه قولهم : لفلان مجلس مشهود ، وطعام محضور. قال :
.......... |
|
في محفل من نواصي الخيل مشهود (٧) |
__________________
(١) الكشاف (٢ / ٤٠٣).
(٢) في الأصل : أثر. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٣) في الأصل : ليوم. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : في ثباته. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٥) الكشاف (٢ / ٤٠٣).
(٦) في الأصل : أو المراد. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٧) عجز بيت لأم قيس الضّبيّة ، وصدره : (ومشهد قد كفيت الغائبين به). انظر : اللسان ، مادة : (نصا) ، ـ