(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠) وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١١١)
قوله تعالى : (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ) أي : لا تك في شك (مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ) أنه [ضلال](١) وباطل. وقد سبق القول في مثل هذا المعنى.
(ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ) أي : هم على مثل طريقهم وباطلهم في تقليد أسلافهم ، وقد بلغك ما نزل بآبائهم فاستان بهم منتظرا سنتي في مكذّبي رسلي ، و «ما» في قوله : «مما» ، وفي قوله : «كما» يجوز أن تكون مصدرية ، ويجوز أن تكون موصولة ، أي : من عبادتهم وكعبادتهم ، أو مما يعبدون من الأوثان ، ومثل ما يعبدون منها.
(وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ) قال ابن زيد وغيره : حظهم من العذاب ، كما وفينا آباءهم (٢).
وقال ابن عباس : يريد : نوفيهم ما وعدوا به من خير وشر (٣).
__________________
(١) في الأصل : ظلال.
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ١٢٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٨٩). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ١٦٢) ، والسيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤٧٩) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٣) أخرجه الطبري (١٢ / ١٢٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٨٩). وذكره السيوطي في الدر المنثور ـ