جهنم» (١).
قوله تعالى : (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) قال ابن عباس والمفسرون : يريد : أمامه جهنم (٢).
وقال أبو عبيدة (٣) : تقول : الموت وراءك ، أي : قدّامك. وأنشدوا :
عسى الهمّ الذي أمسيت فيه |
|
يكون وراءه فرج قريب (٤) |
وأصرح من هذا في الدلالة قول ابن أبي عروبة (٥) :
إني وإن كان ابن عمي غائبا |
|
لمزاحم من خلفه وورائه |
ومفيده نصري وإن كان امرءا |
|
متزحزحا في أرضه وسمائه |
وقيل : (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) أي : من بعده جهنم.
قال الزجاج (٦) : الوراء يكون بمعنى الخلف والقدّام ؛ لأن ما بين يديك وما [قدامك](٧) إذا توارى عنك فقد صار وراءك. قال الشاعر :
__________________
(١) أخرجه أحمد (٣ / ٤٠ ح ١١٣٧٢) ، وابن أبي شيبة (٧ / ٥١ ح ٣٤١٤١) ، وعبد بن حميد في مسنده (١ / ٢٨٢ ح ٨٩٦).
(٢) الطبري (١٣ / ١٩٥) ، والوسيط (٣ / ٢٦) ، وزاد المسير (٤ / ٣٥١).
(٣) مجاز القرآن (١ / ٣٣٧).
(٤) البيت لهدبة بن الخشرم راوية الحطيئة. انظر البيت في : الكتاب (٣ / ١٥٩) ، والمقتضب (٣ / ٧٠) ، وأمالي القالي (١ / ٧١ ، ٧٢) ، وابن يعيش (٧ / ١١٧ ، ٢١٢) ، وأوضح المسالك (١ / ١٤٣) ، والدر المصون (٤ / ٢٥٧).
(٥) انظر البيتان في : الأغاني (١٦ / ٢٢٨).
(٦) معاني الزجاج (٣ / ١٥٦). وانظر : زاد المسير (٤ / ٣٥٢).
(٧) في الأصل : خلفك. والمثبت من زاد المسير ، الموضع السابق.