مثله قط ، فلم ينفعهم ذلك ، فعندها قالوا : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) ... الآية (١).
وروى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال : جزعوا مائة سنة ، وصبروا مائة سنة (٢).
وقوله : «سواء» رفع بالابتداء ، «أجزعنا» في موضع الخبر (٣).
(وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٢) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (٢٣)
قوله تعالى : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) أي : قال إبليس لما فرغ من الأمر واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
قال مقاتل (٤) : يوضع له منبر من نار في النار فيرقاه ، ويجتمع الكفار عليه
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٣ / ١٩٩). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٧) وعزاه للطبري.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٧ / ٢٢٤٠). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٧) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) التبيان (١ / ١٤).
(٤) تفسير مقاتل (٢ / ١٨٨).