وكما حذفت من الكاف أيضا ، فقالوا : أعطيتكه [وأعطيتكيه](١) ، فلما حذفوا الزيادة من الياء والكاف كذلك حذفت الياء اللاحقة للياء ، كما حذفت من أختيها ، وأقرّت الكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة ، فبقيت الياء على ما كانت عليه من الكسرة ، وكذلك ألحقت التاء الزائدة أيضا في نحو قول الشاعر :
رميتيه فأصميت |
|
فما أخطأت الرّميه (٢) |
فإذا كانت الكسرة في ياء «مصرخي» على هذه اللغة ، وإن كان غيرها أفشى منها ، وعضده من القياس ما ذكرنا ؛ لم يجز لقائل أن يقول : إن القراءة بذلك لحن ؛ لاستفاضة ذلك في السماع والقياس ، وما كان كذلك لا يكون لحنا.
وقال غيره : ليس قراءة حمزة برديئة ؛ لأنه كسر الياء لتكون طبقا لكسرة همزة قوله : «إني كفرت» لأنه أراد الوصل دون الوقف ، والابتداء بقوله : «إني» ؛ لأن الابتداء ب «إني كفرت» محال ، فلما أراد هذا المعنى كان كسر الياء أدلّ على هذا من فتحها.
وذكر ابن البناء في كتاب الحجة : قال ابن مقسم : قد وافق حمزة جماعة ؛ السلمي ، ويحيى بن وثاب ، وابن أبي ليلى ، وإبراهيم النخعي ، والقاسم بن معن ، وحمران بن أعين ، والأعمش.
قال خلف : سمعت حسين الجعفي يروي عن أبي عمرو بن العلاء قال : إنها
__________________
(١) زيادة من الحجة (٣ / ١٧).
(٢) انظر : البيت في : الخزانة (٥ / ٢٦٨) ، وإبراز المعاني (ص : ٥٥١) ، والدر المصون (٤ / ٢٦٣) ، والحجة (٣ / ١٧).