الْحِسابُ) ، وإن شئت أن يكون منصوبا بقوله : (ذُو انتِقامٍ). المعنى : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ) ، أي : ينتقم. (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ) مرفوعة على اسم ما لم يسم فاعله ، و «غير» منصوبة على مفعول ما لم يسم فاعله.
والمراد بتبديل الأرض : تغييرها بذهاب آكامها وجبالها وأشجارها ومدرها. قاله ابن عباس (١). وأنشد :
وما النّاس بالنّاس الذين عهدتهم |
|
ولا الدار بالدار الذي كنت أعرف (٢) |
وفي معناه قول عمران بن حطّان الخارجي (٣) يرثي أبا بلال مرداسا الخارجي (٤) أمير الصفريّة ، قتل في أيام يزيد بن معاوية :
أنكرت بعدك ما قد كنت أعرفه |
|
ما الناس بعدك يا مرداس بالناس |
وقال ابن مسعود ومجاهد وابن عباس في رواية عطاء عنه وأكثر المفسرين :
__________________
(١) أخرجه الطبري (٥ / ٥٧). وانظر : الوسيط (٣ / ٣٦) ، والبغوي (٣ / ٤١) ، وزاد المسير (٤ / ٣٧٥) ، والقرطبي (٥ / ٢٥٤).
(٢) لم أعرف قائله. وانظره في : الكشاف (٢ / ٥٣١) ، والفريد (٢ / ١٤٨) ، ومجالس ثعلب (١ / ٤٩) ، والبحر (٥ / ٤٢٧) ، والدر المصون (٤ / ٢٨١) ، وأبو السعود (٥ / ٦٠) ، وروح المعاني (١٣ / ٢٥٤).
(٣) عمران بن حطّان بن ظبيان السدوسي البصري ؛ من رؤوس الخوارج من القعدية ، وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال (انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء ٤ / ٢١٤ ـ ٢١٦) ، والإصابة (٥ / ٣٠٢ ـ ٣٠٥).
(٤) مرداس بن حدير بن عامر بن عبيد بن كعب الربعي التميمي ، أبو بلال ، ويقال له : مرداس بن أدية من الشراة ، شهد صفين وأنكر التحكيم ، وسجنه عبيد الله بن زياد في الكوفة ، قتله عباد بن علقمة المازني. انظر ترجمته في : ميزان الاعتدال (٦ / ٣٩٤) ، ولسان الميزان (٦ / ١٤) ، والأعلام للزركلي (٧ / ٢٠٢).