الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء» (١).
وهذا موضع تكثير لا تقليل ، وأنشدوا :
فإن تمس مهجور الفناء فربّما |
|
أقام به بعد الوفود وفود (٢) |
وقال صاحب الكشاف (٣) : هو وارد على مذهب العرب في قولهم : لعلك [ستندم](٤) على فعلك ، ولا يشكّون في [تندمه](٥) ، ولا يقصدون تقليله ، ولكنهم أرادوا : لو كان [الندم](٦) مشكوكا فيه أو كان قليلا لحقّ عليك أن لا تفعل هذا الفعل ؛ لأن العقلاء يتحرزون [من التعرض للغم المظنون ، كما يتحرزون](٧) من المتيقن ومن القليل منه ، كما يتحرزون من الكثير ، وكذلك المعنى في الآية : ولو كانوا يودون الإسلام مرة واحدة ، [فبالحري](٨) أن يسارعوا إليه ، فكيف وهم يودونه في كل ساعة.
والقول الجزل في نظري : إجراؤها على ظاهرها وما وضعت له ، وما ذاك لقلة
__________________
(١) ذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (٥ / ٣٢٤) ، والعجلوني في كشف الخفاء (٢ / ٥١٧).
(٢) البيت لأبي عطاء السندي يرثي ابن هبيرة. وانظر البيت في : تفسير أبي السعود (٣ / ١٢٦) ، واللسان (مادة : عهد) ، وفيض القدير (٢ / ٢٣٩).
(٣) الكشاف (٢ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤).
(٤) في الأصل : تندم. والمثبت من الكشاف (٢ / ٥٣٣).
(٥) في الأصل : تقدمه. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٦) في الأصل : التقدم. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٧) زيادة من الكشاف (٢ / ٥٣٤).
(٨) في الأصل : بالحري. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.