فعيل بمعنى : مفعول ؛ كقول الأعشى :
وغريبة تأتي الملوك حكيمة |
|
قد قلتها ليقال من ذا قالها (١) |
قوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً) استفهام في معنى التوضيح لأهل مكة والإنكار عليهم ، والتعجب من تعجبهم أن أرسل الله محمدا منذرا ومبشرا ، (أَنْ أَوْحَيْنا) في موضع رفع على أنه اسم «كان» ، و «عجبا» خبره ، واللام في «للناس» متعلق بمحذوف «كان» صفة تعجب ، فلما تقدم صار حالا (٢) ؛ كقوله :
لميّة موحشا طلل |
|
..................(٣) |
وإن شئت كان ظرفا ل «كان».
قوله تعالى : (إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) يريد : محمدا صلىاللهعليهوسلم.
قال ابن عباس : لما بعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم أنكرت الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد ، فأنزل الله هذه الآية (٤).
__________________
(١) البيت للأعشى. وهو في : اللسان ، مادة : (حكم) ، والقرطبي (٨ / ٣٠٥) ، والدر المصون (٤ / ٣) ، وروح المعاني (٢١ / ٦٥).
(٢) انظر : التبيان (٢ / ٢٤) ، والدر المصون (٤ / ٣).
(٣) صدر بيت ، وعجزه : (يلوح كأنّه خلل). انظر البيت في : اللسان ، مادة : (وحش ، خلل) ، والصحاح (٣ / ١٠٢٥) ، والدر المصون (٥ / ٨٣).
قال ابن بري : البيت لكثيّر ، وصواب إنشاده : (لعزّة موحشا). ويروى : (لسلمى موحشا) ؛ كما في اللسان.
(٤) أخرجه الطبري (١١ / ٨١) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٢٢). وانظر : الماوردي (٢ / ٤٢١) ، وزاد المسير (٤ / ٥) ، ولباب النقول (ص : ١٢٨) ، وأسباب النزول للواحدي (ص : ٢٧٠). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٣٤٠) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.