رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٧ ]

البحث

البحث في رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٧ ]

لأن حقكم أن تشتركوا أنتم وقرناءكم في العذاب ، كما كنتم مشتركين في سببه ، وهو الكفر.

ويؤيده : ما قرأته على أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري رحمه‌الله من رواية التغلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر : " إنكم" بكسر الهمزة (١).

قوله تعالى : (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) هذا الاستفهام إنكار تعجيب من أن يكون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قادر على هدايتهم ، حيث كان يدأب نفسه الكريمة في دعائهم ، ويحرص على استنقاذهم من هلكة الضلال.

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) مثل قوله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) [البقرة : ٣٨] وقد ذكرنا إعرابها في أوائل البقرة.

والمعنى : فإن قبضناك قبل أن ننصرك عليهم (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) في الآخرة ، كقوله تعالى : (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) [غافر : ٧٧].

(أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ) يعني : من العذاب.

قال ابن عباس : أراه ذلك يوم بدر (٢).

وقال الحسن وقتادة : عنى بذلك المسلمين (٣).

وقد كان بعد نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نقمة شديدة ، فأكرم الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذهب به قبل أن يريه في أمته ما يكره.

ويروى : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أري ما يصيب أمته من بعده ، فما رؤي ضاحكا منبسطا

__________________

(١) الحجة للفارسي (٣ / ٣٨٠) ، والسبعة (ص : ٥٨٦).

(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ٣١٧) ، والسيوطي في الدر (٧ / ٣٨٠) وعزاه لابن مردويه.

(٣) ذكره القرطبي في تفسيره (١٦ / ٩٢).