الجنة خيل؟ فإني أحب الخيل ، فقال : إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء فتطير [بك](١) في أيّ الجنة شئت إلا فعلت ، فقال أعرابي : يا رسول الله! أفي الجنة إبل ، فإني أحب الإبل؟ قال : يا أعرابي إن أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك» (٢).
قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال الزمخشري (٣) : " تلك" إشارة إلى الجنة المذكورة. وهي مبتدأ ، خبرها : " الجنة" ، " التي أورثتموها" صفة" الجنة". أو" الجنة" : صفة للمبتدأ الذي هو اسم الإشارة. و" التي أورثتموها" : خبر المبتدأ. أو" التي أورثتموها" : صفة ، و" بما كنتم تعملون" : الخبر ، والباء تتعلق بمحذوف كما في الظروف التي تقع أخبارا. وفي الوجه الأول تتعلق ب" أورثتموها".
(مِنْها تَأْكُلُونَ)" من" للتبعيض ، أي : لا تأكلون إلا بعضها ، وأعقابها باقية في شجرها ، فهي مزينة بالثمار أبدا موقرة بها ، لا ترى شجرة عريانة من ثمرها كما في الدنيا.
قال ثوبان : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها إلا نبت مكانها مثلاها» (٤).
__________________
(١) زيادة من البغوي (٤ / ١٤٥).
(٢) أخرجه الترمذي (٤ / ٦٨١ ح ٢٥٤٣). وذكره البغوي في تفسيره (٤ / ١٤٥).
(٣) الكشاف (٤ / ٢٦٦).
(٤) أخرجه الحاكم (٤ / ٤٩٦ ح ٨٣٩٠) مطولا.