فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٣٧)
فإن قيل : أين جواب" أما" في قوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا)؟
قلت : هو محذوف ، تقديره : فيقال لهم : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ).
فإن قيل : أين المعطوف عليه بالفاء؟
قلت : هو محذوف أيضا ، تقديره : ألم تأتكم رسلي ، فلم تكن آياتي تتلى عليكم.
قوله تعالى : (وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) قرأ حمزة : " والساعة" بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع (١) ، فمن نصب عطف على" الوعد" ، ومن رفع عطف على محل" إنّ" واسمها.
(قُلْتُمْ) إنكارا وتكذيبا : (ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُ) قيامها (إِلَّا ظَنًّا).
وباقي الآية توكيد منهم لنفي علمهم بصحة كونها.
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ) نترككم في النار (كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي : كما تركتم الإيمان به والاستعداد له.
قال الزجاج (٢) : والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَمَأْواكُمُ النَّارُ).
(فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) وقرأ حمزة والكسائي : " يخرجون" بفتح الياء وضم
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٣٩٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٦٢) ، والكشف (٢ / ٢٦٩) ، والنشر (٢ / ٣٧٢) ، والإتحاف (ص : ٣٩٠) ، والسبعة (ص : ٥٩٥).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ٤٣٦).