(وَذلِكُمْ) : مبتدأ ، (ظَنُّكُمُ) : خبره ، (الَّذِي ظَنَنْتُمْ) : صفة الخبر ، (أَرْداكُمْ) : خبر بعد خبر (١).
ويجوز أن يكون" ذلكم" : مبتدأ ، " ظنكم" : بدل منه ، " أرادكم" : خبره (٢).
ومعنى : " أرادكم" : أهلككم.
(فَإِنْ يَصْبِرُوا) يعني : على العذاب (فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) يريد : لا ينفعهم صبرهم ، (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا) يسألوا العتبى ، وهي الرجوع لهم إلى ما يحبون جزعا مما هم فيه ، (فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) المجابين إلى ما طلبوا من الرضا ، تقول : استعتبت فلانا ؛ إذا طلبت منه أن يعتب ، أي : يرضى. وأعتبني فلان ؛ إذا أرضاك بعد إسخاطه إياك (٣).
وقرأ الحسن البصري : " وإن يستعتبوا" بضم الياء ، على البناء للمفعول (٤).
(فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) أي : لا سبيل لهم إلى ذلك ؛ لأنهم غير قادرين عليه.
(وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا
__________________
(١) انظر : التبيان (٢ / ٢٢١) ، والدر المصون (٦ / ٦٣ ـ ٦٤).
(٢) مثل السابق.
(٣) انظر : اللسان (مادة : عتب).
(٤) انظر هذه القراءة في : البحر (٧ / ٤٧٣) ، والدر المصون (٦ / ٦٤).