كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ)(١). هذا حديث صحيح اتفق الشيخان على إخراجه في صحيحيهما ، فرواه البخاري عن الحميدي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود ، ورواه أيضا عن الصلت بن محمد (٢) ، [عن](٣) يزيد بن زريع (٤) ، عن روح بن القاسم ، عن منصور ، ورواه أيضا عن عمرو بن علي ، عن يحيى ، عن سفيان الثوري ، عن منصور.
فكأنني من هذين الطريقين لقيت من حدثني به عن أصحاب أصحاب البخاري.
والمعنى : ما كنتم تستخفون من أن تشهد عليكم جوارحكم لأنكم لا تستطيعون الاختفاء منها.
(وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) قال ابن عباس : كان الكفار يقولون : إن الله لا يعلم ما في أنفسنا ولكنه يعلم ما يظهر (٥).
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤ / ١٨١٨ ـ ١٨١٩ ح ٤٥٣٨ ، ٤٥٣٩ ، ٤٥٤٠). ومسلم (٤ / ٢١٤١ ح ٢٧٧٥).
(٢) الصلت بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة البصري ، أبو همام الخاركي ، ثقة صدوق (تهذيب التهذيب ٤ / ٣٨٢ ، والتقريب ص : ٢٧٧).
(٣) في الأصل : بن. والصواب ما أثبتناه.
(٤) يزيد بن زريع العيشي ، ويقال : التميمي ، أبو معاوية البصري الحافظ ، كان ثقة حجة كثير الحديث ، توفي بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة (تهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، والتقريب ص : ٦٠١).
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٣٠) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ٢٥١).