(وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ) تعليل ، معلّله محذوف ، تقديره : وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم حقوقهم ، قدّر جزاءهم ، فجعل لكل درجات مما عملوا.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم : " وليوفيهم" بالياء. وقرأ نافع وحمزة والكسائي : " ولنوفيهم" بالنون (١). وعن ابن عامر [كالقراءتين](٢).
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ)(٢٠)
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) العامل في الظرف محذوف ، تقديره : اذكر ، أو القول المضمر ، تقديره : فيقال لهم ، (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا). والمراد بعرضهم على النار : تعذيبهم بها ، كقولهم : عرض بنو فلان على السيف ؛ إذا قتلوا به.
وقيل : المراد عرض النار عليهم ، من قولهم : عرضت الناقة على الحوض ، يريد : عرض الحوض عليها ، فقلبوا.
ويدل عليه تفسير ابن عباس : يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها (٣).
قرأ ابن كثير : " أأذهبتم" بهمزتين ، الأولى محققة والثانية ملينة من غير فصل ،
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٣٩٩) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٦٥) ، والكشف (٢ / ٢٧٢) ، والنشر (٢ / ٣٧٣) ، والإتحاف (ص : ٣٩٢) ، والسبعة (ص : ٥٩٨).
(٢) في الأصل : كاقرائتين.
(٣) ذكره الزمخشري في : الكشاف (٤ / ٣٠٩).