أو صلح الحديبية ، في قول مجاهد والزهري وابن إسحاق (١).
وقد سبق معنى إظهار هذا الدين على الدين كله في براءة (٢).
قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) قال الحسن : شهيدا على نفسه أنه يظهر دينك (٣).
وقال مقاتل (٤) : المعنى : وكفى بالله شهيدا أن [محمدا صلىاللهعليهوسلم](٥) رسول الله.
والأول أوجه.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(٢٩)
قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) مبتدأ وخبر. أو تقول : " محمد" : مبتدأ ، " رسول الله" : عطف عليه عطف بيان ، (وَالَّذِينَ مَعَهُ) : عطف عليه ، (أَشِدَّاءُ) وما في
__________________
(١) أخرجه مجاهد (ص : ٦٠٣) ، والطبري (٢٦ / ١٠٨). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٥٣٨) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد.
(٢) عند الآية رقم : ٣٣.
(٣) أخرجه الطبري (٢٦ / ١٠٩).
(٤) تفسير مقاتل (٣ / ٢٥٤).
(٥) زيادة من تفسير مقاتل ، الموضع السابق.