وقال قتادة : الإشارة إلى القرآن (١).
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أي : قربت الساعة الموصوفة بالقرب في قوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) [القمر : ١] ، وأمثالها من الآيات.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) أي : نفس كاشفة.
وقيل : الهاء للمبالغة ؛ كعلّامة ونسّابة.
والمعنى : لا يكشف أحد عن وقتها إلا الله ، كما قال تعالى : (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) [الأعراف : ١٨٧].
وقال الضحاك وقتادة وعطاء : إذا غشيت [الخلق](٢) شدائدها وأهوالها لا يكشفها عنهم أحد ولم يردّها (٣).
وقيل : " الكاشفة" مصدر بمعنى : كشف ، كالخائنة بمعنى : خيانة.
ثم أنكر عليهم ضحكهم واستهزاءهم وغفلتهم عن مواعظ القرآن وزواجره وحكمه فقال تعالى : (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) إنكارا. (وَتَضْحَكُونَ) استهزاء (وَلا تَبْكُونَ) خوفا من وعيده وزواجره.
(وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) ساهون لاهون ، يقال : دع عنك سمودك ، قال الشاعر :
ألا أيها الإنسان إنك سامد |
|
كأنك لا تفنى ولا أنت هالك (٤) |
__________________
(١) ذكره الماوردي (٥ / ٤٠٦) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٨٥).
(٢) في الأصل : الحق. والتصويب من ب ، وزاد المسير (٨ / ٨٥).
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٨٥).
(٤) انظر البيت في : الدر المصون (٦ / ٢١٩).