(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ)(٥)
قال الله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أي : دنت القيامة ، (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) أي : وقد انشق ، وكذلك هي في قراءة حذيفة بن اليمان (١) ، وكان يقول : ألا إن الساعة قد اقتربت ، والقمر قد انشق.
وبالإسناد قال البخاري : حدثنا مسدد (٢) ، حدثنا يحيى ، عن شعبة وسفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال : «انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اشهدوا» (٣).
وبه قال البخاري : حدثنا علي ، حدثنا سفيان ، حدثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن عبد الله : «انشق القمر ونحن مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فصار فرقتين ، فقال لنا : اشهدوا اشهدوا» (٤). هذا حديث متفق على صحته ، أخرجاه من طرق.
__________________
(١) انظر هذه القراءة في : البحر المحيط (٨ / ١٧١).
(٢) مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد البصري الأسدي ، أبو الحسن الحافظ ، ثقة صدوق ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين (تهذيب التهذيب ١٠ / ٩٨ ، والتقريب ص : ٥٢٨).
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٤٣ ح ٤٥٨٣).
(٤) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٤٣ ح ٤٥٨٤) ، ومسلم (٤ / ٢١٥٨ ح ٢٨٠٠).