سبيل الله (١).
قال الزجاج (٢) : " السابقون" الأول رفع بالابتداء ، والثاني توكيد له ، ويكون الخبر : (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ، ثم أخبر أين محلهم فقال : (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ). ويجوز أن يكون" السابقون" الأول مبتدأ ، خبره : " السابقون" الثاني ، فيكون المعنى ـ والله أعلم ـ : السابقون إلى طاعة الله تعالى السابقون إلى رحمة الله. ويكون (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) من صفتهم.
وقال الزمخشري (٣) : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) يريد : والسابقون من عرفت حالهم وبلغك وصفهم ، كقولك : وعبد الله عبد الله ، وكقول أبي النجم :
........... وشعري شعري ........... |
|
........... (٤) |
كأنه قال : وشعري ما انتهى إليك وسمعت بفصاحته وبراعته.
وقد جعل" السابقون" تأكيدا ، و (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) : خبرا. وليس بذاك.
ووقف بعضهم على : " [والسابقون](٥) " ، وابتدأ : (السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).
والصواب : أن يوقف على الثاني ، لأنه تمام الجملة ، وهو في مقابلة : (ما
__________________
(١) أخرجه أحمد في الزهد (ص : ٢٦٣).
(٢) معاني الزجاج (٥ / ١٠٩).
(٣) الكشاف (٤ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧).
(٤) جزء من بيت ، وهو :
أنا أبو النجم وشعري شعري |
|
لله دري ما يجنّ بصدري |
انظر : الأغاني (٢٢ / ٣٤١) ، والخصائص (٣ / ٣٣٧) ، ومغني اللبيب (ص : ٨٦٣) ، والدر المصون (٦ / ٢٥٤).
(٥) في الأصل : السابقون. والتصويب من ب ، والكشاف (٤ / ٤٥٧).