ويجوز عندي : أن يكون الضمير في قوله : (فَشارِبُونَ عَلَيْهِ) راجعا إلى" الزقوم" ، يدل عليه قراءة من قرأ : " من [شجرة](١) ".
وما لم أذكره مفسّر في مواضعه.
قوله تعالى : (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) قرأ نافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر : " شرب" بضم الشين. وقرأ الباقون من العشرة : بفتحها (٢).
قال الزجاج (٣) : " الشّرب" ـ بالفتح ـ : المصدر ، وبالضم : الاسم.
وقال الزمخشري (٤) : هما مصدران.
وقال الكسائي : قوم من بني سعد يقولون : " شرب الهيم" بكسر الشين (٥).
قال غيره : " الشّرب" ـ بكسر الشين ـ بمعنى : المشروب.
والهيم : الإبل التي بها الهيام ، وهو داء لا تروى معه من شرب الماء. يقال : بعير أهيم وناقة هيماء (٦). قال ذو الرمة :
فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد |
|
صداها ولا يقضي عليها هيامها (٧) |
__________________
(١) في الأصل : شجر. والتصويب من ب.
(٢) الحجة للفارسي (٤ / ٢٣) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٩٦) ، والكشف (٢ / ٣٠٥) ، والنشر (٢ / ٣٨٣) ، والإتحاف (ص : ٤٠٨) ، والسبعة (ص : ٦٢٣).
(٣) معاني الزجاج (٥ / ١١٣).
(٤) الكشاف (٤ / ٤٦٢).
(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ١٤٥).
(٦) انظر : اللسان (مادة : هيم).
(٧) البيت لذي الرمة ، انظر : ديوانه (ص : ٧١٤) ، والبحر (٨ / ٢٠٨) ، والدر المصون (٦ / ٢٦١) ، والكشاف (٤ / ٤٦٢) ، وروح المعاني (٢٧ / ١٤٦).