فشقها نصفين وهوى مرحب وسط ذعر اليهود وعجبهم ، وصيحات النصر ترتفع من معسكر المسلمين .
ثم إقتلع علي عليه السلام باب الحصن ـ وكان حجراً طوله أربعة أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع ـ فرمى به الى خلفه ، ودخل الحصن هو والمسلمون . (١)
وبعد فتح حصن « القموص » . أيقن سكان خيبر بالهلكة ، وكانت قلاع « الوطيح والسلالم » لم تسقط بعد ، فأرسلوا الى رسول الله ( ص ) يطلبون الصلح ـ بعد أن حاز النبي أموالهم كلها بالشق ونطاة ، والكتيبة . ـ على أن يحقن دماءهم . فقبل النبي بذلك ، وأبقاهم على أرضهم التي آلت له بحكم الفتح على أن يكون لهم نصف ثمرها مقابل عملهم .
وقسم رسول الله ( ص ) أموال خيبر ونتاجها الزراعي على المسلمين . « فأطعم كل إمرأةٍ من نسائه ثمانين وسقاً * من تمر وعشرين وسقاً شعيراً . وللعباس بن عبد المطلب مائتي وسق ، ولفاطمة وعلي عليهما السلام من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق . . . وللمقداد بن عمرو خمسة عشر وسقاً شعيراً . » (١)
وفي السيرة لإِبن هشام : قسم لنسائه من القمح مائة وثمانين وسقاً ، ولفاطمة بنت رسول الله ( ص ) خمسة وثمانين وسقاً ، ولأسامة بن زيد أربعين وسقاً ، ولمقداد بن عمرو خمسة عشر وسقاً ولأم رميثة خمسة أوسق . (٣)
____________________
(١) : اليعقوبي ٢ / ٥٦ وغيره .
* : الوسق : ستون صاعاً أو حمل البعير .
(٢) : الواقدي : ٦٩٣ .
(٣) : السيرة النبوية لإِبن هشام ٣ / ٢٢٩ .