والعطف ، وحيث تجد الإِنسانية المعذبة من يلم جراحها ويمسح آلامها ، مشى نحو النبي فشكا ذلك إليه .
« فقال صلّى الله عليه وآله » : أنا أزوجك ! (١)
محمدٌ ومن مثل محمد !؟ وهبّت في تلك اللحظات نسمةٌ كأنها أتت من الجنة ، هدأت لها نفس المقداد وارتاحت بعد عناء ، وأطرق يفكر في جوٍّ مفعم بالنشوة ، من يا ترى ؟ من تكون هذه التي سيختارها له محمد ؟
وربما خطر على باله أنه سيختار له واحدةً من بنات المهاجرين والأنصار كما فعل مع جويبر وجلبيب رضي الله عنهما ؛ ولا أظن أن تصوره ذهب إلى أبعد من ذلك ؛ وفي ذلك الهناء والسعادة ، ولكن كانت المفاجأة أعظم وأكبر من التصور !!
فقد اختار له النبي صلّى الله عليه وآله كريمة درجت في أعز بيت من قريش والعرب ، وأعز بيت في الإِسلام ؛ اختار له ابنة عمه « ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب » . وإنما فعل ذلك ، ـ كما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ « للتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلّى الله عليه وآله وليعلموا أن اكرمهم عند الله أتقاهم . » (٢) وليعلموا أن اشرف الشرف الإِسلام . (٣) كما في حديث آخر .
____________________
(١) : تتمة رواية الإِصابة .
(٢) : راجع الوسائل ١٤ ب ٢٦ ح ١ ص ٤٥ .
(٣) : مكارم الأخلاق / ٢٠٧ : قال رسول الله الخ . .