فانتفض المقداد ورد عليه فقال : « يا عدُوّ الله ، وعدُوّ رسوله ، وعدُوّ كتابه ، ومتى كان مثلك يسمع له الصالحون ! » ؟
فقال له عبد الله : يابن الحليفِ العسيف ، ومتى كان مثلك يجترىء على الدخول في أمر قريش » !
وصاح عبد الله بن أبي سرح : « أيها الملأ ، إن أردتم أن لا تختلف قريش فيما بينها ، فبايعوا عثمان . » .
فنهض عمار بن ياسر وقال : « إن أردتم أن لا يختلف المسلمون فيما بينهم فبايعوا عليّاً » . ثم أقبل على ابن أبي سرح وقال له : يا فاسق يا ابن الفاسق ، أأنت ممن يستنصحه المسلمون أو يستشيرونه في أمورهم ! » .
فتكلم بنو هاشم وبنو أمية ، فقام عمار فقال : أيها الناس ، إن الله اكرمكم بنبيّه وأعزكم بدينه ، فالى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ! » . (١)
كانت أصوات الفريقين تعجل في حسم الأمر خوفاً من وقوع الفتنة ، فتقدم طلحة فأشهدهم على نفسه أنه قد وهب حقه من الشورى لعثمان .
فقال الزبير : وأنا أشهدكم على نفسي أني قد وهبت حقي من الشورى لعلي .
فقال سعد بن أبي وقاص : وأنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمن . (٢)
وسكت
عليٌّ وظل عثمان ساكتاً ، وأسفرت الجولة الأولى عن رجحان بين لعبد الرحمن ، لقد ملك صوتين كعلي وعثمان ، وزاد عليهما بأن صوته يعادل
____________________
(١) : شرح النهج ٩ / ٥٢ .
(٢) : شرح النهج ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ .