سيبلغ الكتاب أجلَهُ .
فقال عمار : يا عبد الرحمن ، أما والله لقد تركته ، وانه من الذين يقضون بالحق وبه كانوا يعدلون .
وقال المقداد : تالله ما رأيت مثل ما أُوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم ، وا عجباً لقريش ! لقد تركت رجلاً ما أقول ولا أعلم أن أحداً أقضى بالعدل ، ولا أعلم ، ولا أتقى منه ! أما والله لو أجد أعواناً .
فقال عبد الرحمن : إتق الله يا مقداد ، فإني خائف عليك الفتنة .
لكن عليّاً عليه السلام إلتفت نحو المقداد وعمّار ، وقال ، مسلياً ومهدئاً لهما :
« اني لأعلم ما في أنفسهم ، إن الناس ينظرون إلى قريش ، وقريش تنظر في صلاح شأنها ، فتقول : إن وليَ الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبداً ، وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش » (١) .
____________________
(١) : شرح النهج ١ / ١٩٤ .